يوم الاسـير الفلسـطيني : الاحتلال ينفذ اكبر عملية اعتقال جماعي في التاريخ الحديث..،

مسافات طويلة ومظلمة ، ومحطات من القمع والتحدي وصراع الإرادات مع السجانين داخل المعتقلات ، وقناعة باستمرار المعركة في الخارج.."هكذا يلخص الأسير المحرر عمر البرغوثي تجربة شقيقه نائل على مدى 32 عاما).

وفق احدث التقارير الفلسطينية فان "شريعة الغاب تتسيد الدولة التي يعتبرها البعض في الغرب واحة الديموقراطية في الشرق الأوسط ، فهناك اكثر من 800 ألف فلسطيني أختطفوا واعتقلوا في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 1967 ( وبعض المصادر تتحدث عن نحو مليون فلسطيني والحقيقة متحركة ما بين الرقمين) ، وأكثر من مليون سنة فلسطينية ضاعت ، والآن هناك نحو 11500 معتقل ، وببساطة ، إنهم يصنعون المحرقة الأخرى: تحقيقات عشوائيّة ، توقيفات تعسفيّة قد تصل إلى 8 سنوات من دون توجيه أي تهمة للموقوف: "يتحدّثون عن جوانتنامو - هنا الوضع أسوأ بكثير ولا أحد يتكلم ـ أورينت برس ".

وليس ذلك فحسب ، فقد أعلن مركز الأسرى للدراسات والأبحاث "أن قطاع غزة أكبر سجن فى العالم ، وأن قطاع غزة لا يختلف عن سجن نفحة والسبع وعسقلان وهداريم والنقب".

وأضاف: على العالم أن يعرف "أن عدد السجون المركزية والمعتقلات ومراكز التحقيق فى اسرائيل ليس 27 مركزا بل 28 مع قطاع غزة ، وأن عدد الأسرى الفلسطينيين ليس 11500 بل مليون وخمسمائة الف مواطن فلسطيني"وبينما يحل اليوم "يوم الاسير الفلسطيني" ، فان كافة التقارير الفلسطينية تتحدث عن اكبر واضخم عملية اعتقال جماعي لشعب كامل في التاريخ ، وهذا ليس من قبيل المبالغة والتهويل ، وكذلك حينما نتحدث عن حكايات الدم والالم والبطولة في معتقلات الاحتلال الصهيوني فهي بلا حصر ، ففي كل يوم من ايام الاعنقال هناك حكايات منها...،.

فقد عمد الاحتلال الصهيوني منذ احتلاله للضفة والقطاع إلى "اختطاف الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني ، والزج بهم في الزنازين والمعتقلات ظناً منه أن ذلك سيقضي على روح المقاومة والتحدي في نفوسهم ، ويزرع الخوف والرعب في قلوبهم وبالتالي الرضوخ لشروط الاحتلال والتسليم بوجوده والإقرار له بالشرعية ، حيث لم يبق بيت فلسطيني إلا واعتقل احد أفراده أو أكثر ـ فلسطين اليوم - وكالات 13 ـ 4 ـ 2009 ، وقد وثقفت إحصائيات وزارة الاسرى الفلسطينية ما نسبته %25 من مجموع أبناء الشعب الفلسطيني مروا بتجربة الاعتقال ، وبلغ عددهم ما يقارب من 800 ألف فلسطيني منذ عام 1967 ، ومنذ انتفاضة الأقصى قاسى من مرارة الاعتقال أكثر من (70) ألف فلسطيني".



حصاد الاسرى

اما عن حصاد الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين الموجودين في سجون ومعتقلات الاحتلال ، فيتضح من تقرير اعده نادي الاسير الفلسطيني نشر في وقت سابق"ان سلطات الاحتلال تحتجز نحو 11500 اسير ، منهم 64 اسيراً أمضوا اكثر من 20 عاماً خلف القضبان ـ عن الحياة الجديدة".

وفي اشارة الى المناسبة قال نادي الاسير :"ان يوم الاسير هو اليوم الذي اطلق فيه سراح أول اسير فلسطيني محمود بكر حجازي بتاريخ 17 ـ 4 ـ 1974 في اول عملية تبادل للاسرى مع اسرائيل ، واعتمد المجلس الوطني في دورته التي عقدت في نفس العام يوم 17 ـ 4 يوماً من اجل حرية الاسير ونصرة قضيته العادلة".

واعتبر نادي الاسير ان قضية الأسرى من اكبر القضايا الانسانية في العصر الحديث مشيرا الى "ان أكثر من ربع ابناء الشعب الفلسطيني دخلوا السجون والمعتقلات منذ بداية الاحتلال ، حيث يقدر عدد حالات الاعتقال منذ عام 1948 ما نسبته %25 من ابناء شعبنا داخل سجون الاحتلال في واحدة من اكبر عمليات الاعتقال التي شهدها التاريخ المعاصر" ، واوضح النادي انه في الاونة الاخيرة وبالتحديد بعد عملية السور الواقي التي شنتها اسرائيل في العام 2002 واعادت بموجبها احتلال الضفة لوحظ ان عمليات الاعتقال التي ينفذها الجيش الاسرائيلي اتخذت الطابع العشوائي في اعتقال ابناء وبنات شعبنا وتقدر حالات الاعتقال اليومية التي تحدث في المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية بين 10 - 30 حالة اعتقال يومياً ، وهي نسبة عالية جداً مقارنة بالسنوات التي سبقت اندلاع انتفاضة الاقصى".

وفي ظل عمليات الاعتقال العشوائية والمبرمجة التي يقوم بها جيش الاحتلال في المحافظات الفلسطينية "ارتفع عدد حالات الاعتقال خلال الانتفاضة الحالية ليصل الى اكثر من 70000 حالة اعتقال في اكبر عملية اعتقال تسجل في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ، ولا يزال نحو 11500 اسير واسيرة منهم يرزحون في سجون الاحتلال موزعين على 26 سجناً ومعسكراً ومركز توقيف وتحقيق".

وأوضح رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة بـ"أن سلطات الاحتلال لا زالت تحتفظ في سجونها أكثر من (11500) أسير فلسطيني وعربي ، بينهم (400) طفل و(68) أسيرة ، و(1600) مريض ، وهناك (43) نائبا في المجلس التشريعي وعلى رأسهم الدكتور (عزيز دويك ) رئيس المجلس التشريعي".

ومن بين الأسرى (1000) أسير من قطاع غزة ، و(470) من القدس ومناطق الـ48 ، و(47) أسيراً عربياً من جنسيات مختلفة ، بينهم أسير سعودي وأخر تركي تم اعتقاله مؤخراً بالقرب من الحدود المصرية . و(9400) من الضفة الغربية المحتلة .

وحسب الأحكام هناك أكثر من (750) أسيرا يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة أو لعدة مرات ، أعلاهم حكماً الأسير (عبد الله البرغوتى) والذي حكم عليه بالمؤبد (67) مرة ، ومن بينهم (620) معتقلا إداريا دون تهمة ، و(4800) أسير موقوف و(5500) أسير محكوم ، وعن الحالة الاجتماعية للأسرى فان غالبية الأسرى هم غير متزوجين ، نظراً لان الاحتلال يستهدف بالأساس فئة الشباب الذي يعتبرهم جذوة المقاومة ، حيث هناك(7300) أسير أعزب ، والباقي متزوج .

كما يوجد في سجون الاحتلال ( 334 أسيرا) معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ويطلق عليهم مصطلح"الأسرى القدامى"وهؤلاء من كافة المناطق حيث بينهم (3) أسرى من الجولان و(45 أسيرا) من القدس ، و( 21 أسيرا) من المناطق المحتلة عام 1948 والباقي من الضفة الغربية وقطاع غزة .

ومن بين هؤلاء ( )321 أسيرا أمضوا أكثر من خمسة عشر عاما ، منهم (95) أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً ، و(11) اسيرا امضوا أكثر من 25 عاماً ، واثنين منهم امضوا نحو 32 عاماً داخل السجون ، وهما الأسير( نائل البرغوثي) والأسير (فخري البرغوثي).

أقدم أسيرين فلسطينيين يتمان 32 عاما في سجون الاحتلال

فقبل أيام "دخل عميد الأسرى الفلسطينيين ، الأسير نائل صالح البرغوثي ، عامه الثاني والثلاثين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، ليكون بذلك أقدم أسير فلسطيني على الإطلاق في سجون الاحتلال ـ الجزيرة - الجمعة 4 ـ 10 ـ "2009 ، واعتقل البرغوثي 52( عاماً) في الرابع من نيسان ـ أبريل عام 1978 لمشاركته في مقاومة الاحتلال ، وحكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن المؤبد ، وجاب طوال فترة اعتقاله العديد من السجون الإسرائيلية وتعرض لأشكال مختلفة من المضايقات.

وبعد أسابيع قليلة ، يدخل ابن عمه الأسير فخري عصفور البرغوثي أيضا عامه الثاني والثلاثين في المعتقل ، بينما ينضم إليهما لاحقا عدد من الأسرى الذين أتموا 31 عاما في سجون الاحتلال ، وذلك بينما يستعد ذووهم لإحياء يوم الأسير الفلسطيني في 17 أبريل ـ نيسان الجاري.

تصنيف الاسرى الى فئات

وحسب جملة من المصادر الاعلامية الفلسطينية وفي مقدمتها نادي الاسير فانه يمكن تصنيف الاسرى الى عدة اقسام: الاسرى القدامى

ويبلغ اجمالي عدد الاسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال قبل تاريخ 4 ـ 5 ـ 1994 أي قبل توقيع اتفاقية اوسلو ويطلق عليهم الاسرى القدامى 371 اسيرا موزعين على النحو التالي: 51 اسيرا من القدس ، 22 اسيرا من الاراضي التي احتلت في العام 1948 ، 141و اسيرا من قطاع غزة ، 144 اسيرا من الضفة ، و4 من الجولان السوري المحتل ، واسير واحد من لبنان ، و4 اسرى من الاردن ، وبعد توقيع اتفاق اوسلو وقبل بدء انتفاضة الاقصى التي اندلعت بتاريخ 28 ـ 9 ـ 2000 زاد عدد الاسرى 186 اسيرا بحيث بلغ العدد الاجمالي للاسرى المعتقلين قبل اندلاع انتفاضة الاقصى 557 اسيرا منهم اسيرة واحدة هي الاسيرة سونا الراعي المعتقلة منذ عام 1997 ، وامضى 64 اسيراً منهم اكثر من 20 عاماً منهم 8 اسرى امضوا اكثر من ربع قرن في السجون اقدمهم الاسير سعيد العتبة من سكان نابلس الذي دخل عامه الثلاثين خلف القضبان.

وهؤلاء الاسرى القدامى ترفض اسرائيل الافراج عنهم بحجة ان اياديهم ملطخة بالدماء ، وهم ممن لم تشملهم أية اتفاقية وقعت مع اسرائيل منذ توقيع اتفاق اوسلو.

اسرى القدس وفلسطينيو 1948

ويبلغ عدد اسرى محافظة القدس 530 اسيراً منهم 338 اسيراً محكوماً 192و اسيراً موقوفاً ، واقدم اسرى محافظة القدس هو الاسير فؤاد الرازم المعتقل منذ 28 عاماً ، اما الاسرى الفلسطينيين من سكان المناطق التي احتلت عام 1948 فيبلغ عددهم 142 اسيراً منهم 62 اسيراً محكوماً 80و اسيراً ما زالوا موقوفين بانتظار محاكمتهم واقدمهم الاسير سامي خالد يونس من سكان عارة البالغ من العمر 70 عاماً والذي مضى على اعتقاله 24 عاماً.

اسرى قطاع غزة

ويبلغ عدد اسرى محافظات قطاع غزة 1000 اسير منهم 612 اسيراً محكوماً 238و اسيراً موقوفاً اقدمهم الاسير سليم علي الكيال الذي مضى على اعتقاله قرابة 25 عاماً.

النواب الاسرى

ويقبع في السجون الاسرائيلية 41 نائباً في المجلس التشريعي 8 منهم انتخبوا وهم داخل السجون ، والباقي اختطفتهم اسرائيل بعد انتخابات المجلس التشريعي في سابقة خطيرة وتدخل سافر في الشؤون الداخلية الفلسطينية ضاربة بعرض الحائط جميع الشرائع والقوانين الدولية والانسانية.

الاسرى الاطفال (الاشبال)

اعتقلت سلطات الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة الاقصى نحو (6000) طفل قاصر ما زال (390) منهم داخل السجن ، وتتراوح اعمار الاطفال المحتجزين في السجون بين 13 - 18 سنة اصغرهم الاسير محمد نمر اسماعيل خواجا من سكان نعلين ـ رام الله ويبلغ من العمر 5,31. كما ان العديد من الاطفال الذين اعتقلوا وهم تحت السن القانوني اجتازوا سن الثامنة عشرة وما زالوا في الاسر.

الاسيرات: واعتقلت قوات الاحتلال الاف النساء الفلسطينيات منذ الاحتلال عام 1967 منهن نحو (600) امرأة وفتاة اعتقلن خلال انتفاضة الاقصى ومن بينهن اسيرتان قاصرتان اقل من 18 عاما هما عائشة غنيمات وآيات دبابسة وتبلغان من العمر اليوم 16 عاماً ، ومن بين الاسيرات 29 اسيرة امهات يعلن اطفالاً صغاراً ، كما ان 3 اسيرات انجبن ابناء داخل السجون خلال انتفاضة الاقصى كان اخرهن الاسيرة سمر صبيح التي انجبت طفلها براء بتاريخ 27 ـ 4 ـ 2006 ، والذي يقبع مع والدته في السجن ، وبالاضافة للطفل براء تقبع في السجن الطفلة غادة زيتاوي مع والدتها الاسيرة عبيدة زيتاوي والتي تبلغ من العمر 7 شهور.

اما اقدم اسيرة في السجون فهي الاسيرة سونا الراعي من قلقيلية وتقبع في سجن هداريم منذ تاريخ 13 ـ 4 ـ 1997 ومحكومة بالسجن 12 سنة.

الاسرى المرضى: ويبلغ عدد الاسرى المرضى والمصابين نحو 1000 اسير ، 30 اسيرا منهم يقبعون بصورة دائمة في مستشفى سجن الرملة.

وخلال انتفاضة الاقصى استشهد 13 اسيراً جراء الاهمال الطبي او التعذيب ليرتفع بذلك عدد الاسرى الذين استشهدوا منذ العام 1967 (186) اسيراً كان اخرهم الاسير جمال حسن عبد الله السراحين الذي استشهد بتاريخ 16 ـ 1 ـ 2007 في سجن النقب الصحراوي.

الاسرى الاداريون

وقد تجاوز عدد الاسرى الذين خضعوا للاعتقال الاداري خلال انتفاضة الاقصى ال 5000 حالة اعتقال ، واصدرت المحاكم العسكرية الاسرائيلية نحو 15 الف امر اداري منذ العام 2001 أي بمعدل 3000 امر اداري سنوي. ويقبع حالياً في الاعتقال الاداري نحو 850 اسيراً بعضهم جدد له الاعتقال الاداري اكثر من خمس مرات ، ومنهم الاسير الاداري امجد وراد من نابلس المعتقل منذ اواخر عام ,2002 اما اقدم اسير اداري فهو الاسير سليم طه عايش والمعتقل منذ 16 ـ 8 ـ ,2001

معسكرات الاعتقال منذ بداية الاحتلال

اما عن الادبيات وفتاوى الحاخامات التي تسوغ لهم القتل والاعتقال ضد "العماليق" فحدث...، فعلى نحو مُكمّل ومتكامل مع تلك الفتاوى الدموية والتعليمات العسكرية الإسرائيلية الصريحة الداعية إلى"قتل الأطفال الفلسطينيين وهم صغار حتى قبل أن يصلوا إلى سن الـ 11 سنة أو حتى وهم أبناء ثلاثة أو أربعة اشهر .. أو حتى وهم في بطون أمهاتهم" ، حيث"أصبح الأطفال الفلسطينيون - استناداً إليها - هدفاً دائماً لآلة القتل الإسرائيلية" و"باتت السياسة الإسرائيلية أكثر تركيزاً على قتل الأطفال الفلسطينيين" ، فقد نظر أبرز قادة دولة الاحتلال أيضاً إلى العقوبات الجماعية المتنوعة الشاملة ضد الشعب العربي الفلسطيني ، وإلى الاعتقالات والمحاكمات بالجملة .. التي شملت كافة أبناء الشعب العربي الفلسطيني ، وذلك في إطار سياسة قمعية صريحة تستهدف النيل من مقومات وروحية الصمود والبقاء على الأرض لدى أبناء شعبنا وأهلنا هناك .

فمنذ البدايات الأولى للاحتلال الإسرائيلي أعلن موشيه ديان وزير الحرب آنذاك معقباً على انتهاج سياسة الاعتقالات والمحاكمات بالجملة :"سوف تخرج السجون الإسرائيلية معاقين وعجزة يشكلون عبئاً على الشعب الفلسطيني" ، وهي السياسة التي انتهجتها تلك الدولة بصورة مكثفة واسعة النطاق خلال سنوات الانتفاضة الفلسطينية الكبرى الأولى 1987 - 1993 ، لدرجة أن الاعتقالات الجماعية طالت حسب المصادر الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء ما بين 750 - 850 ألف فلسطيني على مدى سنوات 1967 - 1997 فقط ، بينما ارتفع الرقم اليوم الى ما بين 800 الف معتقل الى نحو مليون معتقل.

وكان اسحق رابين وزير قمع الانتفاضة في حكومة اسحق شامير آنذاك اعلن أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية بمنتهى الوضوح أيضاً على"أن الانتفاضة هي مواجهة بين كيانين ، ودليل ذلك هو العدد الكبير جداً من المعتقلين الفلسطينيين"، مشيراً إلى"أن حل مثل هذا الصراع لن يكون إلا بواسطة سياسة عسكرية مشتركة" ، مؤكداً في ختام كلمته على"أنه طالما هناك انتفاضة سيبقى كتسيعوت" ، مشيراً بذلك إلى معسكرات الاعتقالات الجماعية للفلسطينيين ، والتي كان من ابرزها معسكر كتسيعوت في صحراء النقب .

الأمر الذي كشفت النقاب عن ابعاده مصادر إسرائيلية عديدة أشارت قائلة :"بدون مبالغة يمكن القول بأن الفئات الهامة من بين الطبقات الفاعلة في الانتفاضة الفلسطينية ، أو على الأقل الجزء الأكبر منها ، قد مرت عبر معسكر"أنصار 3 في النقب الذي تحول إلى فرن صهر وطني فلسطيني يصهر ويبلور الكوادر الحية للانتفاضة ".

فسياسة الاعتقالات والمحاكمات الجماعية ومعسكرات الاعتقال كانت إذن منذ البدايات الأولى للاحتلال جبهة مفتوحة ساخنة قمعية إرهابية ، أريد من ورائها القمع والقتل المعنوي والجسدي ، ودفن المناضلين الفلسطينيين وهم أحياء ، وقتل معنويات الشعب العربي الفلسطيني وشل حركته باعتقال قادته ونشطائه ومناضليه على أوسع نطاق ممكن ، وقد وصلت هذه السياسة الاعتقالية ذروتها خلال الانتفاضة الأولى ، وما تزال متصلة حتى كتابة سطور هذا الكتاب بعد مرور نحو أربعة أعوام الانتفاضة الثانية ، انتفاضة الأقصى والاستقلال ـ 2000 ، وليس من المنتظر أن تتوقف إطلاقاً طالما بقي الاحتلال ، فـ"طالما هناك احتلال وقتل .. طالما هناك انتفاضة ومقاومة .. وطالما هناك بالتالي "كتسيعوت"كما قال رابين".

سجون الاحتلال

ولذلك ، حرصت دولة الاحتلال على فتح وتوسيع معسكرات الاعتقال والسجون على مدى سنوات الاحتلال .

وحسب المعطيات الإسرائيلية والفلسطينية فقد وصل عدد معسكرات الاعتقال والسجون إلى حوالي 27 معسكر اعتقال وسجناً ، كان أشدها بطشاً وإرهابية تلك التي أقيمت خلال الانتفاضة الأولى .

فيما يلي قائمة باسماء أبرز معسكرات الاعتقال والسجون: 1 - سجن المسكوبية ـ مركز توقيف وتحقيق في القدس .

2 - سجن الرملة ـ ويستوعب مئات المعتقلين من سنة وحتى المؤبد مدى الحياة .

3 - سجن عسقلان ـ ويستوعب أكثر من 500 معتقل من ذوي الأحكام المؤبدة .

4 - بئر السبع ، ويستوعب أكثر من 800 معتقل من ذوي الأحكام المؤبدة والعالية .

5 - سجن نفحة ـ ويستوعب مئات قليلة من المعتقلين ، وقد خصص للعقوبات الانفرادية والجماعية.

6 - سجن نفي ترتسا للنساء ، ويقع في الرملة وهو خاص بالمعتقلات الفلسطينيات .

7 - سجن غوانتا نامو إسرائيل - الذي يحمل الرقم (1391) وهو سري ولا أحد يعلم ما يخفي بداخله ( أقيم خلال انتفاضة الأقصى ـ )2000 .

8 - سجن الجلبوع - وهو عبارة عن صندوق مسلح ويشكل أحدث ابداعات القهر الإسرائيلي وقد أقيم خلال انتفاضة الأقصى ـ 2000 .

« ويشار هنا إلى أن معظم هذه السجون القائمة في المدن الفلسطينية في الضفة والقطاع قد استخدمت على نطاق واسع خلال الانتفاضة الأولى ، بينما أصبحت تحت إدارة السلطة الفلسطينية بعد إقامتها عام 1993 ».

معسكرات الاعتقال

1 - معسكر أنصار 2 - ، وقد أقيم في النقب خلال الانتفاضة الأولى ، وقد ضم آلاف المعتقلين .

2 - معسكر أنصار 3 - وقد أقيم في قطاع غزة خلال الانتفاضة الأولى وضم آلاف المعتقلين .

4 - معسكر الظاهرية ، وقد أقيم خلال الانتفاضة الأولى في الظاهرية ـ الخليل ، وضم آلاف المعتقلين .

5 - معسكر بيتونيا في رام الله ، وقد أقيم خلال الانتفاضة الأولى ، وضم آلاف المعتقلين.

6 - الصحراوي وقد فتح في النقب خلال الانتفاضة الثانية ـ 2000 ، ويضم أكثر من ستة آلاف معتقل ، وقد ضم في الانتفاضة الأولى حوالي 50 ألف معتقل فلسطيني .

7 - معسكر"عوفر" ـ وقد اقيم خلال الانتفاضة الثانية ـ 2000 قرب رام الله ، ويضم آلاف المعتقلين" .

الخلاصة

وهكذا ، يتبين لنا عبر هذا الكم الكبير من المعطيات والحقائق حول سياسة الاعتقالات والمحاكمات الجماعية التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين عامة ، وضد الأطفال منهم بخاصة إلى أي مبلغ وصلت الانتهاكات الاحتلالية في هذا الصدد لكافة المواثيق والنصوص القانونية الدولية المشار إليها في أكثر من موقع ، في الوقت الذي تكشف فيه أساليب وأشكال ووسائل التعذيب المستخدمة ضد المعتقلين الفلسطينيين وبتصريح قضائي إسرائيلي أيضاً ، مدى بشاعة وإرهابية دولة الاحتلال التي لم تزج فقط بما يقارب من مليون فلسطيني في سجونها ومعسكراتها الاعتقالية ، بل"حولت الضفة الغربية وقطاع غزة إلى أكبر معسكر اعتقال في العالم ، كما كان صرح سفير بلجيكا لدى"إسرائيل"ولفريد جينـز ، وهو ما كان أكده من قبله أيضاً السفير البريطاني لدى"إسرائيل"شيرارد كاوبر - كولز الذي أعلن "أن الأراضي الفلسطينية هي أكبر معسكر اعتقال في العالم يقيم فيه 3,5 مليون فلسطيني ".

غير أن معاناة الشعب الفلسطيني لا تتوقف عند حدود القتل والاعتقالات والمحاكمات الجماعية ، وإنما تمتد إلى كافة مجالات الحياة الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية .

ولعلنا نثبت في ضوء كل هذه المعطيات حول مسيرة الحركة الأسيرة الفلسطينية ومسيرة النضال والدم والألم والمعاناة والبطولة للأسرى الفلسطينيين ، وفي ضوء معطيات المشهد الفلسطيني كله على امتداد خريطة الأراضي المحتلة التي حولها الاحتلال إلى أضخم معسكر اعتقال على وجه الكرة الأرضية:"ان فلسطين تدق على جدران الصمت والعار العربي ، وتعلن حاجتها الملحة والعاجلة جداً إلى أزمة ضمير وأخلاق ومواقف وطنية وقومية ، وليس إلى بيانات واستعراضات ، وتعلن حاجتها إلى من يتطلع إلى الحقول الخضراء في إنسان يحصد قمح حريته منذ أن حل الاحتلال ولم يتعب "..؟،،

نورتيي ريم الغاليه