الآن هل نعتبر أن الصومال ستبدأ صفحة جديدة مع الشيخ شريف الرئيس المنتخب؟

بعد أن عاثوا فسادا في الصومال رحل الغزاة الأثيوبيين بعد أن خاضوا حربا بالوكالة عن واشنطن مع استقالة الحكومة العميلة في مقديشو و مع رحيل أصيل التكساس بوش الصغير من رعاة البقر عن البيت الأسود في أيام حكمه غير مأسوف عليه حيث يرجح الخبراء و المحللون أن تكون إدارة باراك أوباما قد تنصلت من تعهدات الكاوبوي بوش تجاه الصومال بسبب عدم قدرتها على الاستمرار في فتح جبهة في القرن الإفريقي إلى جبهتي العراق و أفغانستان و ربما جورجيا بتعلة الحرب على الإرهابيين ...

الصومال ما بعد رحيل القوات الأثيوبية أصبح يسيطر عليه الجناح المعتدل بالمحاكم الإسلامية الذي انشق عن المعارضة المقيمة في العاصمة الاريترية أسمرة و دخل في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية في محاولة منها لاستقطابه على غرار ما فعلت مع طالبان أفغانستان بالتفاوض مع الملا محمد عمر مواجهة الجناح المتشدد بزعامة جلال الدين حقاني....
و قد أعلن بعد شيخ شريف أحمد زعيم للمحاكم الإسلامية عن رغبته في خوض الانتخابات كمرشح لقيادة البلاد في خطوة رأى فيها المراقبون عودة من واشنطن إلى التعامل مع الحركات الإسلامية على غرار عقد الثمانينات و بداية التسعينات و هو ما يدعم تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد فيما يتعلق بفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي إلا أن الخبراء و المحللين يجمعون على إن الصومال لن يعرف الاستقرار و ستدخل البلاد في نفق مظلم و مصير مجهول.
قوات الاتحاد الإفريقي التي تضطلع بمهمة حفظ السلام باتت هي الأخرى تواجه
الخطر المحدق برحيل القوات الأثيوبية الحاقدة
و قد أعلت بعض التنظيمات الصومالية أنها عازمة على قتال قوات الاتحاد الإفريقي
لإجبارها على الجلاء عن أرض الصومال....
و قد شهد الصومال المجاعة و سوء التغذية و التشرد للآلاف
الذين بقوا بدون مأوى نتيجة المعارك الطاحنة التي حصلت في عقد التسعينات بين
أمراء الحرب على اثر انهيار نظام زياد بري
و مع بداية الألفية الثالثة بين التنظيمات الإسلامية و القوات الأثيوبية الغازية و ما زاد
الطين بله هو عدم تمكن الجهات الأممية من إيصال المعونات الإنسانية لمستحقيها
الذين باتوا يمثلون الغالبية العظمى من شعب الصومال بسبب تنامي نشاط القرصنة
من جهة و انتشار الفساد من جهة أخرى حيث تعج البلاد بقطاع الطرق ...
الآن هل نعتبر أن الصومال سيبدأ صفحة جديدة مع الشيخ شريف شيخ احمد الذي
انتخب رئيساً للصومال منبثق عن التيار الإسلامي الصومالي الذي كان احد قادته قبل
أن ينشق عن فصيله المتشدد الذي يشن تمرداً عنيفاً في البلاد؟
الرئيس الصومالي الجديد وهو في الأربعينات من العمر حادث دفعه إلى الالتزام بالإسلام
السياسي. ففي العام 2002 عندما كان مدرساً في الجغرافيا في مقديشو خطف مسلحون
احد تلاميذه الشباب فقرر أن يقف في وجه سلطة "زعماء الحرب" وميليشياتهم....

ريم نورتيني

يسعدلي طلتك الحلوه مصطفي