ساركوزي يخضع لضغوط أميركية ويعتزم ضم بلاده الى قيادة «الناتو»

يتوقع أن يلقي الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي خطابا الأسبوع المقبل يتناول فيه اعتزامه إعادة فرنسا إلى عضوية القيادة العسكرية لحلف شمال الأطلسي ، وذلك قبل بدء الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي) 17 الحالي مناقشات بهذا الشأن في أعقاب الحملة التي تشنها أحزاب المعارضة الفرنسية إلى جانب قيادات بارزة في الحزب الحاكم المؤيد لساركوزي.

وتشير الأنباء إلى ان ساركوزي قد يتنهز مناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لإنشاء الحلف التي ستقام يومي الثالث والرابع من نيسان المقبل على على الجسر الرابط بين مدينتي "ستراسبورج" الفرنسية و "كيهل" الالمانية إلى الإعلان رسميا عن عودة فرنسا للقيادة العسكرية المدمجة للناتو.

ويرى خبراء ومحللون أن هذه العودة تأتي كثمرة للضغوط التي مارستها الولايات المتحدة ودول أوروبية على فرنسا بعد غياب دام 43 عاما أبقت خلالها على عضويتها في القيادة السياسة للحلف في عهد الرئيس الراحل شارل ديغول في العام 1966 بدعوى الحفاظ على استقلالية فرنسا نظرا لأن الولايات المتحدة تهيمن على الناتو ومن ثم تنبع الحاجة إلى التركيز أكثر على قوة دفاعية بقيادة أوربية.

وكانت الولايات المتحدة ودول أوروبية قد صعدت من ضغوطها مع وصول ساركوزي إلى رئاسة فرنسا ولديه رغبة في العودة إلى إدماج بلده في الأنشطة العسكرية للحلف ، غير أنه يواجه معارضة داخلية بهذا الشأن. إذ ترى جميع احزاب المعارضة فى فرنسا الى جانب عدد من قيادات الحزب الحاكم المؤيد للرئيس ساركوزى أن عودة فرنسا المتوقعة للحلف ستلحق الضرر بمصالح فرنسا و بصورتها فى العالم خاصة في منطقة الحوض العربي - الإسلامي و دول الجنوب بصفة عامة. حيث يخشى الفرنسيون من أن يؤدي عودة فرنسا للقيادة العسكرية للناتو في توريط فرنسا في عمليات عسكرية في دول الجنوب التي اعتادت أن ترى فرنسا دولة مستقلة عسكريا وسياسيا عن الولايات المتحدة. غير أن مسؤولين وخبراء يعتقدون أن إعادة دمج فرنسا كعضو بشكل كامل في هيكل الحلف سوف لن يكون له تأثير عملي كبير ، إذ إن باريس ساهمت منذ فترة طويلة بتمويل الحلف ، كما تعتبر رابع مشارك فيه من حيث عدد القوات.

ميرسي جانيستا

دودو

اغلا ريم